السبت، 28 فبراير 2015

الحلم.

الحلم. 


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته . 

العنوان يحكي القصة كلها , اليوم سأتحث عن بداية حبي للعالم الساحر , عالم تصميم الأزياء . 
بدون مقدمات , منذ صغري و أنا أحب الرسم , أرسم و أرسم و أرسم و قد شاركت بمسابقات عدة وفزت ببعضها , و بصراحة كان تركيزي على رسم الأشخاص بالذات , لا أعلم لماذا و لكنه كان الوسيلة التي أطلق بها العنان لخيالي . و حين أرسم الأشخاص بالطبع أرسمهم بأجساد , و كنت أصب جل الفن في ما يرتدونه , كنت أعتبر اللباس في الشخصية الكرتونية هو ما يميزها عن غيرها , ليست الملامح , فأنا كنت أرسم في صغري ملامح متشابهة في أكثر من شخصية , ولكن رداء تلك الشخصيات هو ما كنت أميز به كل واحدة منهن على حدة , حتى اكون صادقة في كلامي , لا أعلم ما الذي شدني الى تصميم الازياء و لا أدري لماذا قلت ذات يوم " انا سأكون مصممة أزياء!!" و لكن ما أعرفه أو بالأحرى أذكره , هو أنني و في الصف السادس كان لي معرفة بعالم اسمه "تصميم الأزيا" و كم كان هذا العالم جذاباً !! شدني إليه و لم أقاومه أبداً بل و انغمست به تماماً , و قد أتتني الفرص من كل الأنحاء ! التشجيع من والدي الذي لم يرفض و لم يعارض أحلامي , و الإلهام الذي ألقاه من أمي , ملهمتي الأولى التي استمددت منها حبي لهذا العالم على الرغم من أنها تعتبر فكرة كوني جزءاً منه "ساذجةً" بعض الشيء و لكن لا يهم فأنا واثقة من أن والداي لا يتمنان للي إلا الأفضل , رعاهما الله , و فوق ذلك , تشجيع معلماتي لي في مرحلة الاعدادية , لأكون صادقة , بعضهن فقط *تضحك* .
البداية .
أذكر حين تلقيت طلباً من معلمة التربية الفنية خاصتنا بأن أشارك في ورشة عمل لتصميم الأزياء , كانت تلك على ما أظن أول مشاركة لي في مجال تصميم الأزياء على الصعيد المدرسي و الطلابي , كانت الورشة في مدينة دبي و قد كانت أجمل من الخيال . قد أتيحت لي الفرصة بمقابلة المصممة الإماراتية الأولى , السيدة منى المنصوري , أول مصممة أزياء في دولة الإمارات العربية المتحدة , و المصممة المتألقة في مجال تصميم العبايات , المصممة أمل مراد , التي كنت فقط أرى لها إعلانات على شاشة التلفاز و لم أظن أبداً أنني قد أقابلها . كان يوماً جميلاً بالفعل !! قد أتيح لنا اطلاق العنان لمخيلتنا و البدء بنشر الإبداع !! كنت أصمم لباساً تراثياً بكل شغف و خفة و أنهيته سريعاً لأنني كنت أعرف تماماً ما يجول في عقلي و كنت أعرف تماماً شكل التصميم الذي كنت أنقله من حنايا عقلي إلى تلك الصفحة البيضاء , و بينما رأسي مطرق و عيناي تحدق إلى كل جزء في ذلك التصميم الذي اعتبرته انتصاراً حينها و لكن لأكون صريحة , فإنني أظنه الآن عادياً جداً *تضحك* ليس غروراً معاذ الله و لكنه دليل على أن الله عز و جل قد أودع في قلبي حب تلك الموهبة مما أدى إلى نموها بصورة مؤثرة و ملموسة , فلنعد الى ما بدأنا به , نعم , حين كنت أرسم ذلك التصميم , رفعت رأسي لأرى المصممتان واقفتان أمامي و يحدقان إلى يدي و هي تحرك القلم بخفة على تلك الورقة لتخط ذاك الخيال الذي استقر من عقلي الى تلك الورقة , فوجئت كثيراً و خاصةً حين سمعتهما يتهامسان و يقولان : "إيه إيه لاحظت عليها" *آسفة لأنني كتبته نبطياً ههههه* الذي علمته كان أنهما أعجبتا بما كنت أخط على تلك الورقة !! و بدأتا بالحديث معي عن ذلك التصميم , و ما كانت الا ثواني حتى رأيت آلة تصوير خاصة بطاقم عمل التلفاز و مذيعة تمسك بمكبر الصوت و تطلبني في مقابلة سريعة !! أظن أن ذلك كان أول ظهور لي على شاشة التلفاز , ربما في مجال الأزياء , نعم *تضحك* المهم هو , أن ذلك اليوم كان أشبه بالحلم , كم شعرت برغبة ملحة في أن أقرص جلدي لاستيقظ من الحلم , و لكنه كان حقيقة !! 

بعد ذلك اليوم الذي لا أذكر كيف مر بعدها , بدأت بالاهتمام بتصميم الازياء و اعتبرته نعمةً و هبةً من الله سبحانه و تعالى , و قد بدأت أقرأ عنه كثيراً و ما لبثت ساعة إلا و كان حبي لهذا المجال يزداد و يزداد, بدأت أرى مصممي الأزياء و أرى ابتكاراتهم نصب عيني و ما زال فكري حتى الآن يفكر بتفاصيل اليوم الذي أقدم فيه عرض الأزياء الخاص بي , و كنت و ما زلت حتى الآن أدرب نفسي أكثر فأكثر على التصميم و الابتكار و صار لدي تطور ملحوظ في كيفية رسم الازياء التي ما كنت أنهي احداها حتى اتنهد بشوق لرؤيتها حقيقة امام عينَيْ . 
و صار الهدف!
و الفرصة الاجمل و اليوم الأجمل الذي أتى بعد تلك التجربة الأكثر من رائعة , تلقى والدي اتصالاً من قناة تسمى قناة الظفرة , بصراحة لست أعرفها و لست أسمع عنها , و لكنها طلبت مقابلة على الهواء مباشرة مع من؟؟ معي .....
صدمت في البداية , توترت كثيراً , و خاصةً حين طلبوا مني أن أحضر بعض النماذج من تصاميمي , و ما زاد توتري و قلقي كان رغبتهم بأن تكون المقابلة في يوم قريب جداً  و قد كان يومااً دراسياً !! 
حسناً , كانت تلك فرصة ذهبية لا يمكنني سوى القبول بها !! قبلت بالمقابلة و لكن شرط أن تكون نهاية الأسبوع , حتى يكون لي بعض الوقت لأرسم و أصمم تصاميم جديدة بطريقة جديدة و أسلوب جديدة , و أعتقد على ما أظت أنها كانت أول مرة ألون بها تصاميمي بتقنيات اخترعتها بطريقة لا اكاد أفقه ماهيتها *تضحك* , قد أتعبني ذلك كثيراً بصراحة , استغرق التصميم الواحد نصف ساعةٍ كاملة أو أكثر على ما اظن , بغض النظر عن الفترة التي استغرقها حتى تعلق فكرة في رأسي حتى أنقلها الى الورق ناصع البياض. 
و لكن كل ذلك كان هواناً في سبيل تسجيل جديد في ملف سيرتي الذاتية *تقول بنبرة رجال الأعمال و تضحك* 
اضطررت للتغيب عن المدرسة ذاك اليوم و ذهبت منذ الصباح الباكر و أمي معي إلى مدينة دبي حيث قابلنا والدي في الطريق و من هناك انطلقنا نحو مدينة الاعلام في دبي . كم كان قلبي يخفق بشدة !! لم أشعر بتوتر هكذا في حياتي لدرجة ان يداي كانتا تتعرقان بشكل ملحوظ !! و حين مشيت الى غرفة التجهيز و وضع مساحيق التجميل و ما الى ذلك , لم يزد توتري الا خبيرة التجميل تلك التي كانت قد أتت بعد أن انتهت من التدخين *تضحك بشدة* كدت أن اموت بصراحة !! و لكنني تمالكت نفسي و قد أنقذني الله *تضحك مرة اخرى* و بعد ذلك , زاد توتري بقرب الفقرة التي أظهر فيها , كل ما كنت أفكر به هو : "يا إلهي ! ماذا سأقول!! ماذا سيسألونني!! هل سأقع بأي موقف محرج؟! كيف أتصرف !! أبي تعال معي أرجوك !! أمي لا تتركيني !! " لم أشعر بما يحصل الا حين رأيت جهاز تكبير الصوت يثبت حول خصري و عند أذني و ساقاي تقودانني نحو باب كبير خلفه موقع التصوير و قلبي الذي مع كل خطوة أخطوها تزيد دقاته و تزيد سرعتها !! 
جلست على ذلك الكرسي , عرضوا تصاميمي , و رأيتها على الشاشة ! ابتسمت لا إرادياً و شعرت بشيءٍ من الراحة , تحدثت و أجبت و ضحكت مع المذيعان و زال شعور الخوف و لكن بعدها انتابني شعور عميق بالفخر و السعادة , صحيح أنها دقاق قليلة و لكنها عنت لي الكثير الكثير!! و كانت بدايةً حقيقية لطموحي نحو السيطرة على عالم تصميم الأزياء .

و من بعدها و حتى الآن , ها انا ذا أدعم موهبتي و أصقلها بالقراءة و التدريب , و لا تمنعني الدراسة عن تخصيص دقائق لها , خاصةً الآن في مرحلة الثانوية , فقد ترسخ الطموح في عقلي و أشعر بأن ذلك هو مرادي , ألقى النقد و الصدمة من كل مكان !! البعض يراني مؤهلةً لأشياء غير تصميم الازياء , و لكن ماذا أفعل؟ بالطبع سأتبع شغفي و قلبي و عقلي , فكلهم يتفقون على أن كوني مصممة أزياء بإذن الله تعالى , هو أفضل ما قد أرى نفسي به في المستقبل , ثقتي بالله كبيرة و سأحقق الحلم , إن شاء الله.
*تبتسم ابتسامة كبيرة* 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق